شى وترامب: نقود «العلاقات الصينية الأمريكية» للحفاظ على الاستقرار العالمى
منى سعيد
التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، التي جاءت على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، والذى يعد أول اجتماع بين الرئيسين منذ عام 2019، وذلك على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
استمر اللقاء نحو ساعتين، اختُتم بمراسم وداع رسمية لترامب في المطار اليوم الخميس .
أشار شي جينبينغ إلى أن الرئيس دونالد ترامب يعمل بنشاط على الدفع بإيجاد حلول للقضايا الساخنة الإقليمية، وظل الجانب الصيني يعمل بطريقته الخاصة على النصح بالتصالح والحث على التفاوض بشأن مختلف القضايا الساخنة في الوقت الحالي.
مشيرا إلى أنه ما زالت هناك الكثير من المعضلات في العالم اليوم، فيمكن للصين والولايات المتحدة تحمل المسؤولية بشكل مشترك كدولتين كبيرتين، والعمل معا على إنجاز مزيد من الأعمال الهامة والعملية والمفيدة التي تخدم البلدين والعالم.
وقال شي جينبينغ خلال القمة : لنقود العلاقات الصينية الأمريكية كسفينة كبيرة إلى الأمام بشكل سليم ومستقر . مؤكدا ، ينبغي لنا أنا والرئيس دونالد ترامب كقائدين التمسك بالاتجاه الصحيح والتحكم في مجمل العلاقات الصينية الأمريكية، لنقودها كسفينة كبيرة إلى الأمام بشكل سليم ومستقر.
وأوضح الرئيس شي جينبينغ ، إلى أنه أجري ثلاث مكالمات هاتفية مع الرئيس ترامب تبادلا فيه رسائل عدة ونبقى على التواصل المكثف منذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، ونقود سويا العلاقات الصينية الأمريكية للحفاظ على الاستقرار العالمى
وصرّح الرئيس الأمريكي دولاند ترامب ، بأن الجانبين توصلوا إلى اتفاق بشأن تقليص الرسوم الجمركية، مقابل استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي، وضمان استمرار صادرات المعادن النادرة. كما تم الاتفاق على تشديد الرقابة على تجارة مادة الفنتانيل غير المشروعة .
وفيما يخص مادة الفنتانيل، أكد ترامب أنه يتوقع من الرئيس الصيني العمل بجدية لوقف الوفيات الناتجة عن دخول هذه المادة إلى البلاد، معلناً خفض الرسوم الجمركية على الفنتانيل من 20% إلى 10% بشكل فوري.
وأوضح ترامب ، أن الجانبين توصلا إلى عدد من الاتفاقات لتخفيف التوترات التجارية بينهما. ومن أبرز هذه الاتفاقات، موافقة الرئيس شي على استئناف مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي، وهو ما اعتبره ترامب خطوة هامة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف ترامب قائلاً: "لقد اتخذنا مجموعة من القرارات المتميزة، وبرأيي، الكثير من القرارات المهمة تم اتخاذها."
تناول ترامب أيضًا خلال اللقاء مسألة وصول شركة "إنفيديا" الأمريكية إلى السوق الصينية، لكنه أشار إلى أنه لن يمنح الصين حق الوصول إلى أحدث شرائح الشركة من سلسلة "بلاكويل" المتقدمة.
وفي ما يتعلق بالمعادن النادرة، أكد ترامب أن الصين ستوقف نظام تراخيص المعادن النادرة لمدة عام على الأقل، مشيراً إلى أن هذا القرار سيساهم في إلغاء أي عوائق أمام تجارة المعادن النادرة.
وأعلن الرئيس الأمريكي عن عزمه زيارة الصين في أبريل المقبل، كما أكد أن الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام المقبل، في خطوة من شأنها تعزيز التعاون بين أكبر اقتصادين في العالم.
فيما يتعلق بالصراعات العالمية، اتفق الزعيمان على التعاون في ملف الأزمة الأوكرانية، وناقشا أيضاً إلغاء الرسوم والقيود المفروضة على الشحن البحري بين البلدين. إلا أنه لم يتم طرح قضية تايوان خلال الاجتماع الذي استمر نحو 90 دقيقة.
قوبل هذا الانفراج التجاري بتفاؤل من قبل المستثمرين، حيث شهدت الأسهم الصينية ارتفاعاً ملحوظاً إلى أعلى مستوياتها منذ عقد، كما سجل اليوان أعلى مستوى له منذ عام، وبالنسبة للأسواق العالمية، سجلت أسواق الأسهم من وول ستريت إلى طوكيو مستويات قياسية في الأيام الأخيرة.
رغم هذه الاتفاقات الإيجابية، يبقى الغموض قائماً بشأن مدى استمرارية هذا الانفراج التجاري، في ظل تصاعد المنافسة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين. يترقب الجميع ما سيحدث في المستقبل القريب، خاصة في ظل التحديات المستمرة على الساحة الاقتصادية العالمية.
يذكر أنه قبل أيام، أجرى الفريقان الاقتصاديان والتجاريان للصين وأمريكا جولة جديدة من المشاورات في كوالامبور، وتوصلا إلى التوافق الأساسي حول تسوية الهموم الرئيسية الحالية لكلا الجانبين، كما هيأ ذلك ظروفا ضرورية للقاء بين الرئيسين اليوم
