غضب يجتاح العالم بعد اعتقال إسرائيل لنشطاء أسطول الصمود
أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة سيطرتها الكاملة على "أسطول الصمود العالمي"، آخر محاولة إنسانية لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة المحاصر، مع نقل مئات الناشطين إلى سجون إسرائيلية تمهيداً لترحيلهم.
ويأتي هذا الإعلان عقب عملية اعتراض واسعة النطاق نفذتها البحرية الإسرائيلية، أسفرت عن احتجاز أكثر من 473 ناشطاً من أكثر من 40 دولة، فيما يواصل تسع سفن جديدة إبحارها نحو القطاع محملة بمساعدات طبية وغذائية
وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، تم السيطرة على السفينة "مارينيت" - آخر سفن الأسطول التي غادرت متأخرة بسبب عطل فني - قبل ساعات قليلة قبالة ساحل غزة، بعد تحذير مسبق للطاقم بأن أي اقتراب سيؤدي إلى الاعتقال. وأكدت "اللجنة الدولية لكسر حصار غزة"، المنظمة للأسطول، أن البحرية الإسرائيلية اعترضت 42 قارباً مشاركاً، مما يعني فشل المبادرة الأولى في إيصال المساعدات إلى غزة التي تعاني من كارثة إنسانية مستمرة منذ أشهر.
ووصفت اللجنة الأسطول بأنه "أكبر قافلة بحرية في التاريخ"، تضم 50 سفينة على متنها 532 متضامناً مدنياً، يجمع اتحاداً بين "أسطول الحرية"، "الحركة العالمية إلى غزة"، "قافلة الصمود"، و"صمود نوسانتارا" الماليزية، التي انطلقت نهاية أغسطس من إسبانيا لتحدي الحصار الإسرائيلي
في الوقت نفسه، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بنقل 473 ناشطاً إلى سجن كتسيعوت جنوب إسرائيل، مع توقعات بترحيلهم جواً مطلع الأسبوع المقبل، بينما أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن جميع المعتقلين بصحة جيدة، وأن "الاستفزاز" قد انتهى دون وصول أي سفينة إلى "منطقة الأعمال القتالية النشطة".
ومن بين المعتقلين، الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ وأعضاء آخرون، الذين أكدت الوزارة أنهم "بخير".
وفي مشهد مثير للجدل، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير النشطاء أثناء زيارته لهم في الاحتجاز، واصفاً إياهم بـ"الإرهابيين" الذين يدعمون "أهل غزة الإرهابيين"، مما أثار ردود فعل غاضبة من المعتقلين بهتاف "الحرية لفلسطين".
لم يقتصر الأمر على الاعتقالات؛ فقد أثارت العملية إدانات دولية واسعة، مع دعوة الأمم المتحدة إسرائيل لاحترام حقوق الناشطين، وإدانة أمريكية للأسطول كـ"استفزاز غير ضروري"، بينما أعلنت اللجنة عن موجة جديدة من تسع سفن، بما فيها "سفينة الضمير الكبيرة" التي تحمل 100 صحفي وطبيب وناشط، على بعد 470 ميلاً من غزة، وسفينة "مارينيت - صفد" على بعد 54 ميلاً. كما أفادت وسائل إعلام بأن 10 سفن على الأقل ما زالت تبحر على بعد 40 ميلاً بحرياً.
وعلى صعيد الاحتجاجات، شهدت شوارع إيطاليا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، تونس، اليونان، تركيا، وإسبانيا مظاهرات حاشدة تندد بالحصار وتدعو لدعم غزة، مصحوبة بإغلاق منصة "إكس" لحساب "الأسطول العالمي للصمود"، مما أثار تساؤلات حول التوقيت الحساس
وفي تركيا، أبحرت 45 سفينة من ميناء أرسوز بولاية هاتاي كرد فعل، مع مشاهد انتشرت على وسائل التواصل تشير إلى أنها قد تكون مظاهرة بحرية احتجاجية، محملة بمتضامنين، لكن دون تأكيد وجهتها النهائية نحو غزة.
يأتي هذا التطور في سياق أوسع من التوترات الإقليمية، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مع غارات جوية يومية أسفرت عن عشرات الشهداء اليوم وحدهم في مناطق مثل البلدة القديمة