نقاشات ثرية لدعم الثقافة والمعرفة بمعرض النيابة العامة الدولي الكتاب فى ليبيا

 


طرابلس: ايمن عامر

في مشهد ثقافي وإعلامي استثنائي يعكس عودة الزخم الفكري إلى ليبيا احتضنت العاصمة طرابلس جلسةً حوارية نوعية نُظّمت بمبادرة من مكتب النائب العام الليبي المستشار الصديق أحمد الصور وبتنظيم من مركز البحوث الجنائية والتدريب، ضمن فعاليات معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في دورته الثانية.

الجلسة التي اتخذت طابع المؤتمر الصحفي العربي الأفريقي جمعت نخبة من الإعلاميين والصحفيين من مصر والجزائر وفلسطين والبحرين وعمان وعدد من الدول الأفريقية، في تظاهرة فكرية تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات، جسّدت الوجه الجديد لليبيا المنفتحة على العالم.

وشهد اللقاء نقاشات ثرية تناولت دور الإعلام في دعم الثقافة والمعرفة وبناء الجسور بين الشعوب، مؤكدين أن ليبيا استعادت مكانتها كمنصة فكرية للحوار والتنوير بعد سنوات من الغياب، وأن طرابلس عادت لتكون ساحةً للقاء العقول والتجارب.


ناقشت الجلسة أيضًا الدور المتكامل للنيابة العامة الليبية في الجمع بين الفكر والثقافة والقانون، من خلال تنوع المحتوى المعروض في المعرض بين مجالات الاقتصاد والسياسة والتاريخ والعلوم الإنسانية، ليقدّم نموذجًا فريدًا في دمج العدالة بالثقافة ونشر الوعي المجتمعي.
وأكد المشاركون أن هذا الحدث يبرهن على أن العدالة والفكر وجهان لمعرفة واحدة، تسعى لخدمة الإنسان والمجتمع على حد سواء.

وخلال الجلسة، قدّم الكاتب الصحفي الدكتور عبدالله حموده (المصري البريطاني) مداخلة ثرية تناول فيها العلاقة بين العدالة والثقافة، موضحًا أن الثقافة قادرة على محاربة الجريمة قبل وقوعها من خلال ترسيخ القيم وبناء وعي يحترم القانون والإنسان.
وأشار إلى أن معرض النيابة العامة الدولي للكتاب يشكّل تجربة استثنائية تجمع بين المعرفة والعدالة والإبداع، مشيدًا باهتمام المعرض بالأطفال وطلاب المدارس، وتنوع فعالياته الثقافية التي تناسب جميع الفئات.

وأضاف أن المعرض يضم أكثر من مائة وسبعين ألف عنوان كتاب، بينها عشرون ألف عنوان أجنبي، ويقدّم مزيجًا من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأنشطة الترفيهية، ما يجعله وجهة مثالية للعائلة الليبية ولكل زوار طرابلس الباحثين عن متعة الثقافة والمعرفة.

ويتجلى ذلك في "مشاركة أكثر من 200 دار نشر مصرية من بين 350 دار نشر عربية وعالمية"، على حد تعبير يحيى.
شهدت الجلسة حضورًا إعلاميًا عربيًا وأفريقيًا واسعًا، حيث اجتمع الصحفيون من مختلف الدول في حوار مفتوح حول مستقبل الإعلام الثقافي ودوره في بناء الوعي العام.

وفي ختام الجلسة، قال الدكتور عبدالسلام الديفار مستشار مركز البحوث الجنائية والتدريب بمكتب النائب العام الليبي، إن هذا الحدث يمثل محطة تاريخية جديدة في مسيرة الصحافة الليبية التي فتحت أبوابها مجددًا للعالم بعد سنوات من الجمود، مؤكدًا أن النيابة العامة الليبية أرادت من خلال هذا المعرض أن يكون منبرًا للحوار، وترسيخًا لدور الإعلام كشريك أساسي في نشر الوعي والتنوير.


من جانبه، صرّح محمد الأسود، المدير التنفيذي لمركز البحوث الجنائية والتدريب، أن هذا الحدث يمثل نقلة نوعية في المشهد الثقافي والإعلامي الليبي، قائلًا:“ما نشهده اليوم من تفاعل وحضور عربي وأفريقي واسع يؤكد أن ليبيا استعادت مكانتها كجسر للتواصل بين الثقافات. هدفنا أن يكون هذا المعرض منصة دائمة للحوار والتنوير تجمع الكُتّاب والمفكرين والإعلاميين من مختلف الدول.”

واختتم الأسود حديثه بالتأكيد على أن مكتب النائب العام ومركز البحوث الجنائية والتدريب سيواصلان العمل على تنظيم فعاليات نوعية تُسهم في بناء مجتمع معرفي مستنير، مشددًا على أن الثقافة هي السلاح الأهم في مواجهة الجهل والتطرف.