سفير الصين بالقاهرة:حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بنسبة بلغ 17.4 مليار دولار

 

القاهرة: فتحى الضبع - منى سعيد

أكد السفير لياو لي تشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بنسبة نمو 10%، بقيمة 17.4 مليار دولار.

ويرى السفير أن التعاون الصيني المصري، بفضل القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جين بينغ، والرئيس عبد الفتاح السيسي، يبقي الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لـ13 عاما متتاليا.

وذكر أنه أقيمت فى مصر مراسم وضع حجر الأساس لعديد من المشاريع الصينية، وتم استخدام القروض بالعملة الصينية للمرة الأولى في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، ونجد عددا متزايدا من السيارات الصينية في شوارع مصر، وشُحنت الفواكه المصرية بأشكال مختلفة إلى السوق الصينية.

وأوضح أن التعاون الصيني العربي يشهد في كافة المجالات زخما جيدا، ويعمل الجانبان على إقامة “معادلات التعاون الخمس” التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، لاستقبال القمة الصينية العربية الثانية في العام المقبل.

جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات منتدى “حوار القاهرة: التحديث الصيني النمط والعالم”، الذي عُقد بحضور عدد من الشخصيات البارزة، الدكتور عصام شرف رئيس الوزارء الأسبق، والسفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وتشاو ون تساي المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة شينخوا.

ماو لي:الصين ومصر، كعضوين مهمين في الجنوب العالمي

أكد ماو لي، المدير الإقليمي لوكالة أنباء شينخوا في الشرق الأوسط ، أن مصر والصين تمثلان حضارتين قديمتين في العالم، وأنهما كتبوا فصلاً رائعًا في تاريخ الحضارة العالمية وتطورها. جاء هذا التصريح في حضور سفير الصين بالقاهرة، لياو ليتشيانج، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، والسفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية

وأضاف ماو لي أن الصين ومصر، كعضوين مهمين في الجنوب العالمي، تربطهما علاقة من الثقة المتبادلة، حيث يتعاونان بإخلاص ويتطوران معًا. وأشار إلى أن العلاقات الصينية-المصرية أصبحت نموذجًا حيًا للتضامن والتعاون المتبادل والفوز المشترك بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والدول النامية.

وأشار ماو لي إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة المصرية والشعب المصري لتعزيز التحديث والسعي نحو حياة أفضل. وأعرب عن إعجابه بالتقدم الواضح الذي تحققه مصر في مجال التحديث، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يشمل مشروعات مشتركة بين الصين ومصر، مثل مبادرة الحزام والطريق. من بين هذه المشروعات، أبرز ماو لي المشاركة الصينية في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس، ومدينة العلمين الجديدة، وصحراء كوم أمبو في أسوان. كما تحدث عن المشاركة الصينية في مشاريع مهمة مثل "أطول مبنى في إفريقيا" في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، وكذلك "منطقة تيدا" السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، بالإضافة إلى فرق بناء آبار المياه الصينية التي تعمل في أعماق الصحراء.

وتابع ماو لي بالحديث عن التقارير التي أعدتها وكالة شينخوا حول المشروعات الصينية في مصر، والتي تسلط الضوء على التعاون البناء بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث تساهم هذه المشروعات في تحسين حياة الشعوب في المنطقة.

وأكد ماو لي أن التحديث الصيني لا يفيد الشعب الصيني فحسب، بل يساهم في تقديم فرص التنمية للدول الأخرى، ومنها مصر، مما يساعد الشعوب على التحرك نحو حياة أفضل. وأوضح أن التحديات العالمية الحالية، مثل إساءة استخدام التعريفات الجمركية من قبل الولايات المتحدة، والصراعات الإقليمية المتكررة، واتساع الفجوة الإنمائية بين الشمال والجنوب، تمثل عقبات كبيرة في سعي البشرية نحو التحديث.

كما تناول ماو لي اقتراح الرئيس الصيني شي جين بينغ لبناء "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، مؤكدًا أن هذا المفهوم يعكس الحكمة الصينية في مواجهة التحديات العالمية والعمل من أجل خلق مستقبل أفضل للبشرية..

اللواء محمد حسين :الدول العربية قدمت دعماً قوياً للصين فى استعادة مقعدها الشرعى فى الأمم المتحدة

واكد اللواء محمد حسين وكيل أول الوزارة بالهئية العامة للاستعلامات تتمثل العلاقات الصينية العربية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ والتى ترجع الى طريق الحرير القديم قبل أكثر من "2000" عام . فمنذ ذلك الحين والى الآن ظلت المنفعة المتبادلة والكسب المشترك فى السلام والتعاون المثمر والبناء عنواناً رئيساً لتاريخ التواصل بين الصين والدول العربي

 واضاف على مدى أكثر من 70 سنة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية تكونت شراكة متينة بينها وبين الدول العربية بروح الفريق الواحد فى سبيل تحقيق المكاسب المشتركة فى المحافل الدولية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وقد حقق التعاون الودى بين الجانبين طفرة تاريخية من حيث النطاق والعمق

واشار فمنذ عام 1956 أقامت الصين العلاقات الدبلوماسية مع مصر والتى كانت بوابة الصين الى العالم العربى ثم توالت العلاقات الدبلوماسية بين الصين وباقى العواصم العربية وصولاً الى اقامة علاقات دبلوماسية وطيدة مع جميع الدول العربية

حيث قدمت الدول العربية دعماً قوياً للصين فى استعادة مقعدها الشرعى فى الأمم المتحدة عام 1971 حيث تم اعتماد مشروع القرار المطروح من قبل الجزائر والبانيا بأغلبية ساحقة فى الجمعية العامة للامم المتحدة حيث صوت نحو 76 دولة بما فيها 13 دولة عربية لصالح مشروع القرار الذى أعاد المقعد الشرعى لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة الذى يعد لحظة مفصلية خالدة فى تاريخ العلاقات الدولية بين الصين والدول العربية وفى العصر الحديث شهدت العلاقات الصينية العربية تطوراً كبيراً على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقاقية مما أثر بشكل ملحوظ على مسارات الحداثة فى العالم العربى

أولاً : فى المجال الاقتصادى 

تتمتع كل من الدول العربية و الصين بدرجة عالية من المزايا التكاملية اقتصادياً خاصة فى مجال النفط والغاز وتتمسك الدول العربية و الصين بالمنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة فى التعاون بينهما

الامر الذى ساهم فى زيادة حجم الاستثمار المتبادل والتعاون الاقتصادى و التجارى بين الجانبين عما كان عليه من قبل ففى عام 2021 بلغ الاستثمار المباشر بين الجانبين نحو 27 مليار دولار أمريكي بزيادة 2.6 ضعف ما كان عليه قبل 10 سنوات 

فى حين بلغ التبادل التجارى بين الجانبين 330.3 مليار دولار أمريكي بزيادة 1.5 ضعف عما كان عليه قبل 10 سنوات

وفى مجال الطاقة بصفة خاصة

بلغ احتياطى النفط فى الدول العربية حوالى 55.7 % من اجمالى النفط العالمى وفقاً للتقرير الاقتصادى العربى الموحد عام 2021 الصادر عن صندوق النقد العربى

حيث استوردت الصين فى ذلك العام نحو26 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية بما يعادل 51.47% من اجمالى الواردات الصينية 

ولم يكن مجال الطاقة الجديدة بعيداًعن التعاون الاستراتيجى

حيث تعمل الصين عل توسيع التعاون مع الدول العربية فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية حيث تم انشاء المعمل الصينى المصرى المشترك للطاقة المتجددة وانشاء مركز التدريب الصينى العربى للطاقة النظيفة

كما تم تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة بين الصين والدول العربية فى ذات المجال منها مشروع المحطة الكهروضوئية بقدرة 186 ميجاوات بمجمع بنبان للطاقة الشمسية فى مصر ومشروع EP2 للمحطة الكهروضوئية (التيار المستمر) بقدرة 165 ميجاوات فى مصر

كما يضمن الجانبان سوياً خطة عمل مبادرة (الحزام والطريق) فى مجالات متعددة ومنها الابتكار التكنولوجى ومجال الجيل الخامس للاتصالات ومجال الطاقة النووية ومجال الفضاء والاقمار الصناعية حيث نجحت الصين فى اطلاق القمر الصناعى الجزائر الكوم سات -1 والقمرين السعوديين سات 5A و سات 5B والقمر السودانى للاختبارات العلمية الى الفضاء

ثانياً : فى المجال السياسى

تتميز العلاقات العربية الصينية بالثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على المصالح الجوهرية للجانبين حيث تدعو كل من الصين والدول العربية الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة والتعايش السلمى ورفض التدخل الخارجى والهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها واحترام المنظومة الدولية وميثاق الامم المتحدة والمحافظة على قواعد القانون الدولى وتدعم الدول العربية والصين تعددية الاطراف

وتعزز التعاون المتعدد الاطراف ورفض الاحادية وتدعو سوياً الى ديمقراطية العلاقات الدولية ودعم الدول النامية للحصول على تمثيل أكبر وصوت أعلى فى الحوكمة العالمية للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية وتعزيز القضايا العادلة للسلام والتنمية البشرية

اما على وجه الصراعات المتشابكة فى منطقة الشرق الأوسط تعمل الدول العربية والصين معاً بهدف تضافر الجهود للدفع بايجاد حل سياسى للقضايا الساخنة المعاصرة فعلى سبيل المثال فى القضية الفلسطينية تدعم الصين اقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

ثالثاً : فى مجال التواصل الثقافى الانسانى المتنوع تشهد الفترة الحالية تعاوناً كبيراً ومتنوعاً بين الدول العربية والصين فى مجالات الشباب والاحزاب والتعليم والثقافة والصحة والاذاعة والتليفزيون

وحرصت الصين على تقديم المنح التدريبية لشباب الدول العربية والتى وصلت الى تدريب 25 الف متدرب فى مختلف التخصصات للدول العربية بالاضافة الى تقديم حوالى 11 الف منحة دراسية حكومية تتحمل الصين كامل تكلفتها لشباب الدول العربية وفى المقابل أعلنت 4 دول عربية عن ادراج اللغة الصينية فى منظومة التعليم الوطنى بها

كما تم افتتاح كلية اللغة الصينية فى 15 دولة عربية وتم انشاء 20 معهد كونفوشيوس فى 13 دولة عربية لتعلم اللغة والثقافة الصينية  

كما امتدت آليات التواصل الانسانى والثقافى الى اقامة المهرجانات المقترحة المشتركة للفنون ومنتديات التعاون الصينى العربى فى العديد من المجالات سواء فى مجال الاعلام أو الصحة العامة ومنتدى المرأة الصينية العربية وملتقى التعاون الصينى العربى فى مجال الاذاعة والتليفزيون 

وأن العالم العربى يتعرف أكثر على النموذج الصينى فى الحداثة دون تغريب مما قد يقدم بديلاً متقارباً مع العادات والتقاليد العربية عن النموذج الغربى

ان الصين والدول العربية قوى سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة على الساحة الدولية وفى ظل الاحداث الجارية والظروف التاريخية وكذا الظروف الحالية والملحة على الساحة الدولية

فمن المهم أن يتطور التعاون الصينى العربى باستمرار والى الأمام وبخطوات سريعة لمواكبة التقدم البشرى السريع فى كافة المجالات وذلك لأن الجانب الصينى والعربى فى حاجة أكثر من أى وقت مضى الى تعزيز التعاون المشترك والبناء لتجاوز الصعوبات والتقدم الى الامام يداً بيد.